- الفتاوى / ٠04القرآن
- /
- ٠2تفسير القرآن
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آية تحيرني وأريد معرفة معناها ولكم الجنة، قال تعالى: (( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)).
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
هذه الآية تحذير من الله تعالى إلى البشر بأن لا يهملوا أمر قلوبهم وتعاهدها بما ينفع... وكيف يكون ذلك...؟ بأن يؤخروا الإيمان والتوبة والعمل الصالح قائلين غدا نفعل. والواجب فورية الاستجابة في كل ذلك، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم القلوب بسرعة التغير والتقلب إن لم تتعهد وتصن باستمرار في قوله: ( لقلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر إذا
استجمعت غليانا ). ويتصل بهذا المعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة ).لأن القلوب سريعة التأثر والتقلب إن لم تحصن بالاستقامة على شرع الله، ومن ترك قلبه دون تحصين بالحق الذي نزل من عند الله فسيكون قلبه نهبا موزعا بين دعوات الباطل، وقد تتمكن منه فيصيبه ( الران ) ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ
مَا كَانُوا يَكْسِبُون ) ومن معاني الآية أن العبد قد يؤخر الاستجابة، أو التوبة فيموت ولايمكنه فعل ما ينفعه وينجيه... فكل ما ذكر هو من معاني كيف يحول الله بين المرء وقلبه.